دعا الشيخ عبدالمجيد الزنداني عضومجلس الرئاسة سابقا و رئيس جامعة الإيمان القوى السياسية إلى سرعة تحكيم العقل وتشكيل حكومة وحده وطنية متكافئة الحقائب السيادية تمهد خلال 6 أشهر من بقائها في السلطة لانتخابات نيابية ديمقراطية ونزيهة.
وقال الشيخ الزنداني
في مؤتمر صحفي عقده اليوم في صنعاء، بأن ثورتي مصر وتونس أثبتتا بان التغير قادم في الشعوب العربية والإسلامية بما يعمل على تلبية تطلع أبناء العرب والمسلمين في مستقبل سعيد تستقر فيه الشعوب والأوضاع وتتقدم فيه البلدان مع زوال الظلم والحرمان ، مشيرا إلى أن التغير سيحدث سوى كان بالوسائل السلمية المناقضة للعنف أو باستخدام العنف ذاته. وأوضح (الزنداني) بأن علماء اليمن سارعوا لدراسة الأوضاع في البلد قبل انفجار ثورة تونس، مشيرا إلى أن رياح التغير التي استبشر بها العرب والمسلمين وأحرار العالم فاقت توقعاتهم، كون المقدمات لم تنبي بأن شعوب بأكملها ستكسر حاجز الخوف وتجاهد من أجل الحقوق المشروعة، لتصل في نهاية المطاف إلى الهدف المنشود رغم أعمال العنف الذي شابتها. وكشف الزنداني عن اجتماع لعلماء اليمن لإعداد بيان يتم التوقيع عليه من كافة العلماء في المحافظات اليمنية، وسيتم الإعلان عنه في لقاء للعلماء بصنعاء الاثنين القادم. وأشار الزنداني إلى أن ثورة تونس علمت الشعوب بأنها قادرة على الوصول إلى مطالبها المشروعة، وأن ثورة مصر باعتبار موقعها القيادي في الوطن العربي قد حركت في المواطنين عواطف كثيرة ، مثنيا على الإعلام الذي قدم الكثير لتغطية تلك الأحداث على الساحة العربية رغم ما تعرض له من أعمال عنف و اعتقال وتهديد، مخصصا الشكر لقناة الجزيرة، على أدوارها القومية في نقل الأحداث التي شهدتها تونس ومصر. وأوضح الزنداني بأن عقلاء اليمن من العلماء في اجتماعهم راو بأن التغير يأتي من نفوس الناس باعتباره الدرس الذي استخلصه العلماء من الأحداث في مصر وتونس، وأن الظلم و الحرمان مهما طال فأن الله لا يضيعه، معتبرا ما تشهده الساحة بأنه بيان وضح للتعبير عن الظلم وأنها لن تستقر بدون إصلاح المظالم وإعادتها لأهلها وعدم تكررها. وأضاف بان ما يراه علماء اليمن اليوم بني على ما شهدته ثورتي تونس ومصر من أعمال عنف أدت إلى إزهاق الأنفس وانتشر الخوف واندلاع المواجهات نتيجة خروج الشعوب لإسقاط الأنظمة وتثبت السلطة بمواقعها، مشيرا إلى أن السلطة ملك الشعب وأنه صاحب الحق فيها وفقا للشريعة السماوية وكفلتها الدساتير والتشريعات المحلية، مؤكدا ضرورة نقل السلطة للشعب طالما ذلك مقرر شرعا ودستوريا وعقلا. وقال الزنداني بان السؤال الذي طرح على العلماء هل اليمن قادرة على الوصول إلى نفس النتيجة التي توصل لها الثوار في تونس ومصر ؟ لكنه أجاب بقوله بأن الأمر مختلف في اليمن كون البرلمان فاقد شرعيته ولابد من انتخابات نيابية، مشيرا إلى أن الاختلاف بقاء حول ضمان حرية ونزاهة تلك الانتخابات وضمان حق تعبير الشعب عن رأيه، داعيا إلى سرعة اتفاق الحاكم والمعارضة في هذا الوقت على ضمانات إجراء الانتخابات، لكنه راء بأن الضمان الحقيقي يتمثل في تشكيل حكومة وطنية متكافئة الحقائب السيادية"كوزارة الدفاع للحاكم والداخلية للمعارضة وغيرها" حسب قوله. وان تقوم تلك الحكومة بالتمهيد لإجراء انتخابات نزيه من خلال التوافق على النظام الانتخابي واللجنة العليا للانتخابات بقية التفاصيل. مشيرا إلى أن تلك الانتخابات ستضمن سهولة انتقال السلطة للشعب دون المرور بعنف تونس ومصر، ناهيك عن كون القبائل اليمنية مسلحة. وأعتبر الزنداني حديث صالح أمام مجلسي النواب والشورى عن تشكيل حكومة وطنية بأنه جيدة لكنه استبعد بان تكون تلك الحكومة محل ثقة الناس مالم تكون متوازنة في الحقائب السيادية. وحول الجدل الحاصل بشأن حق التعبير عن الرأي دون التعرض للمضايقات والاعتقالات، فقد أوجب الزندني على كل الناس حق التعبير عن المطالب المشروعة، معتبرا من يمارس هذا الحق بأنه يمارس الجهاد عند الله تعالى وفقا للأحاديث النبوية، لكنه اشترط ضرورة أن يكون التعبير بعيدا عن الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وعلى أرواح الناس. وأضاف بأنه بدون الإخلال بالأمن فأن حق التعبير عن المطالب مكفول في الدستور الذي عده بمثابة عقد اجتماعي بين الشعب والسلطة، معتبرا الاعتصام والمظاهرات والمسيرات بمثابة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وقد تكون واجبة إذا نادت بحقوق مشروعة وتلتزم السلمية ولا يجوز للشرطة أن تضرب من يعبر عن رأيه بالوسائل السلمية وعلى الحكومة أن تضمن حق عدم التعرض للمتظاهرين" بحسب قول الزنداني. وفي حال وجود تظاهرتين مؤيدة ومعارضة فقد حرم الزنداني اعتداء الأخر على المتظاهرين في مكان ما وأن على المتظاهرين أن يبحثوا عن مكان مخصص لهم ولا يجب الاعتداء عليهم. الزنداني في رده على أسئلة الصحفيين قال بأن اليمن مخيرة بين أمرين أحدهم بان تفتح السجون وينتشر العنف باعتبار اليمن شعب مسلح ناهيك عن أوضاعه المتدهورة في أنحاء متفرقة من الشرق والغرب أو تشكيل حكومة وحدة وطنية سريعا، مشيرا إلى أن ألان يستدعي حوار حول ضمان انتخابات حرة ونزيهة. وعن رفض الحراك الجنوبي للانتخابات قال الزنداني بان للشعب قواعد عامة وان الحراك جزء من الشعب ولا يريد استخدام العنف بقدر ما يسعى للتعبير عن مطالبه سلميا. كما أشار إلى أنه في حال لم يستمع الشعب لنصائح علمائه فما من سبيل أمام العلماء سوى الاستمرار في توجيه النصائح له، مشيرا إلى أن بيان العلماء سيتضمن إعلان مبادئ للإطاحة برؤؤس الفساد في البلد، نافيا في الوقت ذاته بان يكون خروجهم ألان قد تم بناء على طلب شخص معين. ودعا الزنداني إلى محاكمة كل مرتكبي جرائم القتل والاعتداء على الأخر معتبرا محاسبة القاتل لا تسقط بالتقادم، مجددا دعوته للانتقال من المواجهات الدموية إلى التفاهم حول إجراء الانتخابات. وأشار الزنداني إلى أنه في حال عدم الاستجابة لمطالب الشعب فان الشعوب عرفت أمورا عدة لكنه تمنى بان يكون ذلك الأمر بطرق صحيحة. وفي رده على سؤال في ماذا سيعمل تنحية الرئيس لأقاربه من المناصب القيادية في الدولة ؟ توقع الزنداني بأن تهدأ الأوضاع الحالية في حال قام الرئيس بذلك.