مقال جميل وفكرة رائعة حول تشبيه المرأة بحارس المرمى
فسبحان الذي هداها لهذا التصوير الرائع
في عالم الكرة ــ التي أصبحت الآن لغة مشتركة لمعظم شعوب العالم ــ هناك حارس وفريق، والحارس ضمن الفريق لكن له مهماته الخاصة التي لا يمكن لفرد آخر من أفراد الطاقم القيام بها ، وهو يرتدي زيا مخالفا لفريقه ولم نسمع أن ذلك تمييز عنصري ضده ، ولم يتدخل أحد لإنقاذه من هذه العزلة بحجة دمج الفريق والقضاء على التمييز ،كما أن هذا الحارس ملتزم بحدود منطقة الجزاء يحق له ممارسة بعض الامتيازات التي لا تتوفر لغيره داخلها كما لا تتوفر له نفسه عندما يغادرها.. وهو من حقه مغادرتها، ومن حقه مقارعة المهاجمين من زملائه فذلك كله غير مخالف للقانون ،لكنه نادرا ما يفعل ذلك لأن العواقب وخيمة ، وحتى عندما يقرر المغامرة فإن أعضاء الفريق إذا لم يمنعوه من المجازفة فإن الفريق غالبا سيمنى بهزيمة ساحقة .
والآن يمكنكم أن تطبقوا ذلك كله على المرأة ..
فهي تلبس زيا مخالفا للرجال وذلك لا يعيبها ، بل هو مطلب يحافظ المجتمع على توازنه ، ولتحتفظ الحياة برونقها ومتعتها ، ثم إنها ملتزمة بمنطقة محددة تمارس فيها من الصلاحيات مالا يمكن لمخلوق غيرها أن يمارسه في جو من الحرية الشرعية ..لكنها تفقد هذه الصلاحيات بمجرد استسلامها لإغراءات الخروج ورغبتها في مزاحمة الرجال في تحقيق أمجاد وإنجازات غير مطلوبة منها في الأصل ..والمجتمع مطالب حينما تخرج المرأة عن هذا الإطار أن يعيدها لموقعها بالإقناع والمساعدة والتعويض ،لأنه سيكون خاسراً أيضاً في حال استمرارها في الخروج عن النص .
وهي ربما حققت إنجازا أو مجداً خاطفاً كما قد يحرز الحارس هدفا ًنادراً أو مفاجئاً لكن ذلك لن يكون على امتداد الطريق ..بل استثناء، فنادراً، ونادراً ما تجد امرأة بارزة في مجال ذكوري بالسليقة أو بالعادة أو العرف،ثم تكون بعد ذلك محافظة على أسرتها كزوجة وأم .. وأتحدى أي امرأة في العالم أن تقول أنها تفضل النجاح في مجالها كعالمة ذرة أو رائدة فضاء أو رئيسة وزراء أو لاعبة كرة .. على تمتعها بمشاعر الأمومة ، وقبل ذلك مشاعر المودة والرحمة المتبادلة مع الزوج..
فلماذا القفز على الحقائق ، ولماذا الحرص على ابتكار مشاكل أو تضخيمها وتهويلها وغض الطرف عن مصائب ظاهرة للعيان لا تجد من يتفانى في إبرازها وطرح حلولها..؟! فالنقاشات الحارة تدور هذه الأيام حول هذا المخلوق القضية ـ المرأة ـ والمعركة تستمد وقودها من حطب :الحجاب وقيادة السيارة ..والحوار يدخل ويخرج عن دائرة الحوار متجاوزا الخطوط الحمراء حينا ،وملتزمًا بها حينا آخر ..والمرأة ــ كعادتها ــ ترقب الوضع عن بعد دون أن تعبر عن رأيها الفصيح ،تاركة الأمر برمته للرجل ليؤيد ،ويعارض ،ثم تدعي بعد ذلك أنها تبحث بهذين الأمرين ـ كشف الوجه والقيادة ـ عن حريتها التي أهدرها الرجل ، وحقوقها التي حرمها منها ..!!
والآن يا سادة بصفتي امرأة فسوف أطرح رأيي في موضوعي :
كشف الوجه بحجة اختلاف العلماء ،وقيادة السيارة بحجة عدم وجود نص شرعي يحرم ذلك على المرأة ،
والهدف المعلن والغاية النبيلة من كل ذلك إعطاء المرأة حريتها المسلوبة وحقوقها المهدرة ،
وإذا كان الأمر كذلك ،فإنني امرأة من هذا البلد الكريم ،لم أتخيل نفسي ولا أسمح لها ولا أتمنى أن تكشف وجهها
أمام الرجال الأجانب ،
وأجدني سعيدة غاية السعادة بذلك، وأكتشف كل يوم حكمة جديدة لهذا التشريع الحكيم
،ولست أحصي عدد المرات التي حدثت فيها مشاكل من نوع ما، فيكون تعليقي عليها:
ولذلك سن الشرع الحكيم تغطية الوجه.. وأرجو أن تتاح لي الفرصة لأذكرها للقراء في مقال آخر..
وحتى لو سمح لي زوجي ووالدي بكشف وجهي فلن أسمح أنا لنفسي بذلك حبا ًفي ذاتي واعتزاز بها وخوفاً عليها وحرصا على مكتسبات حققتها بحجابي وغير مستعدة لفقدانها بفقدانه..وإذاكان المؤيدون لكشف الوجه يجوبون بطون الكتب بحثاً عن الأدلة التي تدعم رأيهم ،فإن آية من كتاب الله .تكفيني لأتشبت بغطاء وجهي للأبد مطمئنة لسلامة رأيي ومنهجي. وأما قيادة السيارة فقد حسم أمرها شرعياً عندما أفتى ابن باز والعلماء الكبار بعدم شرعية ذلك ، أما وقد فتح الموضوع من جديد، فاختلطت الآراء والفتاوى فإن المنطق والعقل على الأقل يقولون إن قيادة المرأة السعودية للسيارة قد يكون له بعض الإيجابيات لكن مصائبه وسلبياته ستكون أكبر من أن تحصى ، وليس هناك أمر يخلو من السلب والإيجاب ، لكن المؤمن يتفكر في المصلحة العامة ،وفي النتيجة الأخيرة ، فإن غلبت السيئات فلتذبح الحسنات القليلة على درب السيئات الكثيرة غير مأسوف عليها كما فعل المسلمون بالخمر في بداية الإسلام عندما أريق في الأزقة والشوارع،رغم أن الله سبحانه أوضح أن له بعض الفوائد.
. أما تجربتي التي أود طرحها فهي أنني أعيش في مجتمع محافظ حتى النخاع..ومع ذلك فلم يمنعني ذلك من نيل كافة حقوقي..فدرست بلا سيارة وبحجاب سابغ، وتخرجت في معهد للمعلمات،ثم درست، ومارست كافة الحقوق في مرتبي،ثم عن لي أن أكمل دراستي في الجامعة وهي تبعد عن بلدتي حوالي 500كلم، ثم صقلت موهبتي في الكتابة بالكتابة في مجلة متخصصة،والآن أكملت الدراسة في الجامعة ـبحمد الله بحجابي وبدون قيادة السيارة وأكملت ست سنوات وأنا أكتب بكامل حريتي،وتزوجت وأنجبت ،وحققت العديد من أهدافي على صعيد العمل والمنزل والحمد لله ، دون أن أحتاج لخلع حجابي أو امتطاء مقود السيارة. صحيح واجهتني بعض الصعوبات لكنها ستواجه أي شخص آخر حتى لو كان رجلاً كاشفاً وجهه وممتطياً سيارته..!!